ولكني متعاطف مع شعب فلسطين
بات النجم المصري والافريقي محمد أبوتريكة موضع جدل وتساؤلات شغوفة في العالم بشأن الفنان الذي يرفض اغراءات العولمة والاحتراف خارج مصر, فيما ازداد الجدل مع واقعة اظهاره التضامن الانساني مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
غير ان هناك اتفاقا عاما علي القدرات الفذة لأبوتريكة داخل المستطيل الاخضر مع تمتعه بأخلاق رياضية دفعت عشاق الكرة المصرية علي مختلف انتماءاتهم للاعجاب بهذا' اللاعب الخلوق' وسط مقارنات تضعه الي جنب مع كبار نجوم الكرة.
ويصف جلال النوساني- الذي لم يغفل التنويه بأنه من مشجعي فريق نادي الزمالك- أبوتريكة بأنه' عطر الاحباب' ويشكل حلقة جديدة ومسيرة فذة في سلسلة لاعبي كرة القدم المصريين الكبار منذ زمن حسين حجازي ومختار التيتش وحنفي بسطان واحمد مكاوي والضيظوي ومحمد الجندي مرورا بصالح سليم وحمادة امام وريعو وعبده نصحي وطه اسماعيل وسمير قطب ورفعت الفناجيلي, وحتي جيل حسن شحاتة وفاروق جعفر ومحمود الخطيب وزيزو. وكان أبوتريكة قد احتفل بالهدف الثاني في مرمي السودان, برفع قميصه ليظهر عبارة' تعاطفا مع غزة' باللغتين العربية والانجليزية في اشارة للحصار الوحشي الاسرائيلي المفروض علي الفلسطينيين من سكان القطاع ليتلقي' بطاقة صفراء' من الحكم البنيني كوفي كودجا فضلا عن تحذير من الاتحاد الافريقي' الكاف' فيما وصف مصطفي الاغا المعلق بشبكة تليفزيون الشرق الاوسط التحذير الذي ناله أبوتريكة بأنه' اشرف انذار ناله لاعب'.
واوضح أبوتريكة في تصريح مقتضب انه يشعر بالتعاطف مع اخوانه في غزة وان كان قد تعهد بعدم تكرار هذا التصرف الشخصي الذي لايقصد به اي مدلول سياسي في المباريات المقبلة للبطولة, فيما كشف سيل رسائل البريد الالكتروني علي' الكاف' للاعراب عن التضامن والتعاطف مع أبوتريكة بعد هذه الواقعة عن الشعبية الكبيرة لهذا' اللاعب الفنان' حتي علي المستوين العربي والافريقي.
أما المشجع سعيد عبد السلام, فيطالب باسدال الستار علي الواقعة مؤكدا اهمية الاستعداد للمباريات المقبلة, ومعيدا للاذهان ان أبوتريكة الذي يرتدي الرقم'22' هو' اللاعب الخلوق والنجم المتواضع' والاكثر شعبية, واختير ضمن نخبة من لاعبي العالم لأداء مباريات ودية يخصص دخلها للأنشطة الخيرية تحت اشراف الأمم المتحدة.
وفي استفتاء اجراه الموقع الرسمي لبطولات الاندية الافريقية عام2006 حصل محمد أبوتريكة علي لقب افضل لاعب بافريقيا فيما حصل علي لقب هداف كأس العالم للأندية في عام2007 ليلعب دورا كبيرا في حصول الاهلي علي الميدالية البرونزية لهذه البطولة العالمية.
ورأي معلقون وكتاب في الصحف ووسائل الاعلام المصرية والعربية ان مافعله أبوتريكة في مباراة السودان لاينطوي علي اي مخالفة للحظر الذي يفرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم' الفيفا' علي رفع اي شعارات سياسية او دينية في المباريات مؤكدين ان الامر كله يكشف عن شعور انساني راق ينسجم مع جوهر رسالة الرياضة التي تعلي من شأن القيم الانسانية النبيلة.
واعادوا للأذهان ان اللاعب الغاني بانتسيل كان قد رفع العلم الاسرائيلي اثناء مباراة غانا والتشيك في مونديال المانيا-2006 في انتهاك صارخ لقوانين الفيفا دون ان يتعرض لاي تحذيرات رسمية.
والي جانب الغاني بانتسيل ومواطنه سامي اديجي فان الاندية الاسرائيلية تضم لاعبين ونجوما افارقة مثل ديلي ايونجا وفنسنت انياما من نيجيريا وكليفورد مولينجا من زامبيا وتسيبو ماساليلا من جنوب افريقيا, من خلال مشروعات رياضية علي شكل معسكرات تدريبية يتم انتقاء أبرز اللاعبين فيها, وتكون إسرائيل المحطة الاحترافية الأولي لهم.
وفي كل الاحوال فان الشعار المعروف' لارياضة في السياسة ولاسياسة في الرياضة' يواجه تحديات يومية في القارة الافريقية والعالم قاطبة وهو مايتجلي في العديد من الكتب التي تصدر تباعا لبحث هذه القضية من زوايا متعددة وسط شعور حاد بأن الواقع يشهد تلاشي الحواجز والفواصل بين الكرة والسياسة.
وفي كتاب' كرة القدم ضد العدو'-يناقش المؤلف سيمون كوبير باستفاضة انعكاسات' الساحرة المستديرة' التي يفترض انها وسيلة من وسائل التفاهم الدولي علي السياسة والثقافة عبر جولة قام بها في22 دولة فيما خلص الي ان الكرة باتت في علاقة لاتنفصم مع السياسة والفلسفة وحتي ميول البشر وعواطفهم علي اختلاف الانتماءات والاوطان.
وفي بلد مثل جنوب افريقيا لعبت كرة القدم دورا مهما في التخلص من نظام الفصل العنصري فيما اعتبر الباحث بيتر اليجي ان الساحرة المستديرة قادرة الي حد كبير علي شرح وتفسير تاريخ هذا البلد بينما لاحظت مجلة' فورين بوليسي' الشهيرة ان هناك بعض اوجه التشابه في الخصال الحميدة والمناقب بين قادة كبار وتاريخيين مثل نيلسون مانديلا ولاعبين عظام مثل البرازيلي رونالدينيو.
ويجمع أبوتريكة بين صفتي الهداف وصانع الالعاب معا وهو ماتجلي بوضوح في مباراتي المنتخب الوطني المصري بالبطولة.
ومن جانبه, اعتبر محمود الجوهري المدير الفني للاتحاد المصري ان مشاركة أبوتريكة في مباراة الاشقاء مصر والسودان كانت نقطة حاسمة في المباراة التي تصدر فيها الفراعنة المجموعة الثالثة برصيد ست نقاط قبل المباراة الاخيرة بهذه المجموعة مع زامبيا.
وكان أبوتريكة قد دخل في الدقيقة السادسة والخمسين من هذه المباراة بديلا لمحمد زيدان الذي تألق امام الكاميرون واحرز هدفين غير انه لم يكن علي نفس المستوي في مباراة مصر والسودان.
واوضح الجوهري ان أبوتريكة نجح بمساعدة المدير الفني حسن شحاتة في قراءة الارتباك الدفاعي لمنتخب السودان خاصة في الجهة اليسري.
2008-01-29, 07:41
