عادت من الكلية بعد عناء يوم قاتل ..
ياالهي ..
طفش ..
ملل ..
ماذا أفعل ؟!
هممممم .. لدي فكرة ..
أمسكت بالجوال ..
وضغطت على رقم مجهول ..
وفي قلبها تدعي ..
ان يكون صاحب الجوال شابا ..
الو ,,
ترد على مسامعها نبرة صوت مليئ بالرجولة ..
تبتسم ..
الو ,, مرحبا ..
هذا جوّال نورة لو سمحت ؟!
ليقفل الشاب في وجهها قائل :
غلطانة اختي ..
تعاود الاتصال ثانية وثالثة ..
ولا مجيب !
كررت المحاولات لمدة ربع ساعة ..
الى ان رد غاضبا قبل ان تتكلم :
قلنا لك غلطانة وش تبين ..
وبكل براءة قالت :
ممكن نتعرف ..
والله طفشانة ..
أغلق السماعة مرة اخرى دون ان يرد ..
فألقت الجوال بعيداً من القهر ..
~ وفي غرفة الشاب الطيّب ~
أخذ يلوم نفسه ..
لماذا نهرها ..
كان بامكانه ان يفهمها بطريقة محترمة ..
وبدأ الشيطان يوسوس له ..
فصاحبنا طيّب القلب كما يعرفونه الناس ..
لا يدري ان هناك فتيات لعوبات ..
يجدن اللعب بالمشاعر أيضا ..
قرر في نفسه ..
ان اتصلت ..
فسيحادثها ويفهمها ..
~ وفي اليوم التالي ~
انهت جميع مشاغلها ..
وامسكت بالجوال ثانية ..
لتعاود الاتصال على نفس الرقم ..
فهي تعشق التحدّي ..
واثقة أنه سيقع في حبها يوما ما ..
رد من ثاني رنّة ..
فسلّمت ورد السلام ..
وكالمعتاد ..
كيف الحال وغيرها ..
ثم قال لها ..
لماذا تضيعين وقتك في مثل هذه الأمور ..
ظنا منه انه اول شخص يعلمها ..
وهي تسمعه فقط ..
ثم قالت :
وماذا عساي ان أفعل ..
لست من الفتيات اللعوبات ..
لكنني أخطات بالرقم ..
وصوتك أسرني ..
شعرت بطيبة قلبك ..
وأعجبني نصحك ..
وانا بحاجة له ..
وأخذت تكرر شريط الكلام الذي حفظته من قبل ..
لتؤثر في قلب المسكين ..
فوعدها أنه سيرد عليها ..
فقط لينصحها كأخت له ..
~ وفي كل يوم ~
علمت الفتاة انها أثرت في قلب ذلك البريء ..
فأرادت أن تقاطعه ايام ..
حتى تشتعل في قلبه نيران الشوق ..
فقد فهمته جيدا ..
فهي ذئبة ذات خبرة ..
تجيد اصطياد الأبرياء ..
وحدث ماأرادته فعلا ..
فذلك المسكين ..
كل يوم ينتظر اتصالها ..
خادعا نفسه تحت اسم :
اني سأنصحها ..
فهي بحاجتي ..
~ وبعد أسبوع ~
اتصلت عليه ..
فرد من أول رنّة ..
فقد كان ينتظها بكل شوق ..
فسلمت ..
واعتذرت منه على الازعاج ..
فرد سريعا ..
وشدعوى .. أخت غالية ..
بالعكس فقدتك ..
فقالت :
كنت مريضة وأنت تعرف ..
اكون لوحدي محد داري عني ..
فحزن لحالها ..
ووعدها انه سيسأل عنها ويتصل ..
ان سمحت بذلك ..
ففرحت وعلمت انها أصابت الهدف ..
وفي ذلك اليوم ..
أطالو الحديث ..
وتكلمو في مجالات شيى ..
وأغلق كل منهم ..
واعدا الاخر بالاتصال غدا ..
ونامت هي فرحة بانجازها ..
كما تسميها هي ..
ولم يتمكن صاحبنا أبيض القلب من النوم ..
فقد حركت في قلبه شيئا ..
وشعر بشيء لم يشعربه من قبل ..
~ ومرت الشهور ~
ووقع صاحبنا في حبها ..
بل فكّر الارتباط بها في الحقيقة ..
فهو ذو قلب ابيض ..
لم يرد العبث بها ..
ومن جانبها ..
فقد أصبحت تملّ منه ..
بعد ان سلبته الكثير من امواله ..
وأرادت انهاء اللعبة معه ..
ولم تجد سببا افضل من ان تقول له :
أنا انخطبت ..
ولن اتصل عليك مرة اخرى ..
فموعدها اليوم ..
مع شاب جديد ..
وضحية اخرى ..
ويعيش صاحبنا من الهم لو عرفته ..
لما فعلت به هكذا ..
ويجزم بانه سيقضي بقية حياته ..
على ذكراها فقط ..
ولن يتزوج أبدا ..