# شاب يدعى (خالد) و حيد أهله.
في يوم عيد ميلاده السابع عشر وبعدما عاد من المدرسة بعد الظهر دخل المنزل
وكان والديه جالسين في غرفة الجلوس (الصالة) يستمعان إلى أحد الأغاني
القديمة،و لما وصل إليهما ورأى ما يسمعان أخذ جاز التحكم من يد والده و غيّر القناة
و وضع أحد أغاني العصر الحديث و قال :ياهووووووووووو هذه هي الموسيقى الحقيقية.
ثم بدأ بالرقص أمام نظر والديه.
وفي المغرب من ذلك اليوم:-
عندما بدأت حفلة عيد ميلاد خالد طلب من أهله أن يشتروا له موتوسيكل (دراجة نارية)
فرفض أهله بحجة انه صغير على القيادة ولم يحصل على رخصة قيادة.
و بعد ذلك بوقت قصير وصل اثنين من أصدقائه :-
الأول: يدعى (أحمد) أتى لوحده من دون أهله.
أما الأخر فهو صديقه و ابن جيرانه: يدعى (سلطان) وقد أتى مع والده الذي يدعى (محمد)
فأتى }خالد{ لهم ليحييهم فباركوا له بعيد ميلاده.
ثم جلسوا يتكلمون معاً بعد أن استأذن }محمد{ للذهاب.
نادى } خالد { لأمه بصوتٍ عالٍ و قال :أمي! أمي!! أصدقائي هنا أين أنتِ؟!
جاء صوت الأم من المطبخ وهي تقول: حسناً حسناً أنا قادمة.
وبعد دقيقة جاءت الأم وهي تحمل بيدها بعض الكعك و العصير و بعض الحلويات.
قالت أم خالد:أعتذر على تأخري ولكني كنت أحضر الأغراض.
ثم سلمت عليهم و جلست معهم لبعض الوقت، ثم استأذنت منهم و عادت لتكمل عملها.
سأل }أحمد{ }خالد{ :ماذا أحضر لك أباك هدية؟!!
فقال }خالد{:قلتُ له أنني أريد موتوسيكل (دراجة نارية) و قد خرج و إلى الآن لم يرجع بعد.
وبعد ذلك بدقائق وصل أبو خالد إلى المنزل فسلّم على ابنه خالد و على صديقيه
وقال أبو خالد لابنه: كل عام وأنت بخير. و قدّم له هدية صغيرة مغلّفه....
فسأل خالد والده: ما هذا؟ ماذا أحضرت لي؟
فقال له أبو خالد:لقد جلبتُ لك كتاب أرجو أن يعجبك.
فقال خالد لوالده بصوتٍ عالِ و علامات الصدمة على وجهه: ماذا؟!!!! كتاب؟!!!!!
ألم أطلب منكم موتوسيكل؟!!!!!!
فقال أبو خالد: ولقد قلنا لك أنا وأمك أنك مازلت صغيراً على قيادته.
وهنا استأذن الصديقين }أحمد و سلطان{ : نعتذر ولكن يجب أن نذهب، وداعاً.
وخرجا من المنزل.
قال خالد لوالديه بعد ذهاب صديقيه:أأعجبكما ذلك؟!! لقد أحرجتماني أمام صديقيّ. سوف
أترك هذا المنزل حالاً ولن أرجع إليه مرة أخرى.
وفي طريقه إلى الباب قالت أم خالد:لا لا تذهب يا بنيّ خالد حبيبي لا تذهب.
ثم قالت لأبي خالد :الحق به لا تدعه يذهب.
فقال أبو خالد: خالد إلى أين تذهب عُد إلى هنا.
ولكن كان الأوان قد فات فقد خرج خالد من المنزل وأغلق الباب خلفه بقوة هزّت أركان المنزل.
بعد سنـــــــــــــــــ خمس ــــــــــــــوات:-[/
drawGradient()
عاد خالد إلى المنزل و بدأ بطرق الباب طرقه للمرة الأولى فلم يجب أحد طرقه للمرة الثانية و لم
يجب أحدٌ أيضاً وطرقه للمرة الثالثة والرابعة والخامسة و لا من مجيب.
وبينما هو يطرق الباب و صل إليه جاره }محمد{ ]]]]والد صديقه سلطان[[[[
وقال له: خذ هذا هو مفتاح المنزل. ومد له يده بالمفتاح.
فقال خالد: لماذا؟؟!! أين والديّ؟؟!! ماذا حدث لهما؟؟!!
فنظر محمد إلى خالد نظرة كسيرة وقال له بصوت متألم: لقد توفيا بعد رحيلك بسنة واحدة.
إنصدم خالد من هذا الخبر و أخذ المفتاح من }محمد{ ودخل المنزل.
وأول ما وقع عليه بصره هو الصور التي كانت منتشرة في جميع أنحاء المنزل له و لوالديه.
فتقدم إلى الطاولة ورأى عليها وثيقة الوفاة.
ثم ذهب إلى غرفة نوم والديه فرأى أحد ملابس أمه فأخذه وشمّه وقال: أجل هذه هي رائحة أمي.
واغرورق ت عيناه بالدموع.
ثم عاد إلى غرفة الجلوس فرأى الهدية التي تركها منذ خمس سنوات أخذها ونفض عنها الغبار
وفتحها، فرأى الكتاب الذي أهداه إياه والده. فبدأ بتصفح الكتاب و بعد عدة صفحات سقط مفتاح
صغير من الكتاب على الأرض، فالتقطه عن الأرض و كان معلّق به ورقة صغيرة مكتوب عليها بخط والده:
"كل عام وأنت بخير مبروك عليك الموتوسيكل اذهب و خذه من الكاراج".
ومن شدة صدمته سقط المفتاح والورقة من يديه و أجهش بالبكاء، فجلس على ركبتيه
والألم يعتصر قلبه و هو نادم على تركه لأهله و غيابه عنهم دون أن يترك لهم عنواناً و نادم على الكلام
القاسي الذي قاله لهما.
ثم قال:-"آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أبي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي كم أتمنى أن أراكما مجدداً , و أن أعتذر لكما سامحاني".#
التعليق الشخصي:-
هذه هي آخرة عقوق الوالدين.
أرجوا أخوتي و أخواتي ألا تفعلوا شيئاً قد تندمون عليه لاحقاً.
و برّوا بوالديكم ولا تقولوا لهم ما قد يحزنهم أو تسيئوا إليهم
قال الله تعالى:-"إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما
فلا تقل لهما أفٍ و لا تنهرهما و قل لهما قولاً كريماً
و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة
و قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً" صدق الله العلي العظيم.
و ارجوا أن تأخذوا العظة و العبرة من هذا الشاب.
الذي ندم على ما فعله مع والديه
ولكن ندمه جاء متأخراً و بعد فوات الأوان و رحيل أهله إلى العالم الأخر.
و آسف على إطالة الموضوع أرجو أن يعجبكم.
مع احترامي وتحياتي.